أدب أهل هدار..

ثلاثاء, 06/10/2020 - 09:43

ذات إعجاب بالعملاق الرجاله ول الميداح أرسل إليه الأديب الموهوب زهير ول هدار:

الرجاله لغنَ تبغيه ... معروفَ بيه الرجاله
والا غالب تتلاحڭ فيه ... الرجاله بالرجاله
فأجاب الرجاله بدوره منوها بالمكانة الأدبية لأسرة أهل هدار:
لغنَ لاهل -ولا فيهَ رد- ... هدار الهم فات اتوالَ
واڭد اص يصڭط حد ... اعليه إلَ رالُ حاله!

فمن فحوى ڭاف أستاذنا الرجاله ننطلق مبحرين في إنتاج أشهر أسرة في عالم الأدب الحساني عبر الصحراء، وكان تقديمها في إطار سلسلة أدب الأسر التي ننجزها أمرا محتما، وما عذرنا في تأخيرها إلا قول ابنِ محمدِ في السيده امامه منت عالي كريمة الشيخ سيديّ الكبير:
إن كنتُ قد أخرتها ذكرا فكم ... متأخر في رتبة التقديم
والحقيقة أننا لم نشأ أن نُحصل حاصلا ونمخض ماء نريد زبدة، فلم نتشجع على إنتاج منشور يقتصر على مشاهير أدباء الأسرة ومشهور أدبهم، فأخذ المنشور وقتا في البحث في أعماق الأسرة وإعطاء كل أديب منها حقه من التعريف وكمية الإنتاج المقدمة، وهو عمل لا غرو إن استغرق وقتا لا بأس به:
والحول يمكثه زهير، حجة ... أن القوافي لسنَ طوع الإمع

وكما قدمنا في منشور سابق عن أدب أسرة أهل ألمين ول عمر لحراكي فإن أهل هدار ينتمون إلى مجموعة لحراكات، والمشهور في هذا الإسم أنه وظيفي يطلق على من امتهنوا التكسب بشعرهم مدحا وتعريضا، قالوا: واسم هدار: المختار بن أحمد بن ابراهيم حركات الذي يقال أنه الجد الذي اكتسب منه لحركات اسمهم، وكان محمد ول هدار أول من ظهر من هذه الأسرة، وكان شاعرا بالفصحى إلى جانب مكانته السامقة وتمكنه النادر من الأدب الحساني، وقد عاش في بحر القرن التاسع عشر وتوفي حوالي 1886.
ومن شعره:
ألا حي ربعا بإنيَكريت ... تظل السباع به وتبيت
فلم تنسنيه صروف الليالي ... ولم ينسنيه "إنيتِ" و"اتيت"

ومما يروى من خبره أنه اتفق مع الفقيه العالم أحمدُّ بابَ بن حامتُّ التندغي على أن ينسخ له كتابا لقاءَ أن يأتيه محمد بكساء في غيبته التي يعتزمها، وخرج محمد في غيبته فشغلت مشاغل ابن حامتُّ عن نسخ الكتاب، ولما عاد محمد وسأله هل أتم نسخ الكتاب أجاب بالنفي، فادعى محمد بدوره أنه نسي جلب الكساء، لكن زوجته أومأت إلى ابن حامتُّ أنه جاء بالكساء وأنه يخفيه في حقائبه، فكتب ول حامتُّ:
فلله يا زين الخلاق حقيبة ... لففتَ بها ما الخل عندك طالبُ
فأفصح بعض الحي عن ما كتمته ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائبُ
فأجابه محمد:
أودك خلي حاضرا ثم غائبا ... وكنتَ أخي من ودني وهو غائبُ
وإن الذي يهذي عليك بأنني ... كتمتُك شيئا في الحقيقة كاذبُ
فعجلت كتب الشعر يا خلُّ  بيننا ... وما كنتَ عجالا لما أنت كاتبُ
يشير إلى تباطئه في نسخ الكتاب!

وأما عن مكانته في الأدب الحساني فهو يعتبر من رواد النهضة الثانية التي نوعت مواضيع لغنَ وزحزحته عن شدة الإرتباط بالتيدنيت لتجعل منه أدبا قوميا، ومن أروع أدبه في سيد احمد ول ابراهيم اخليل التروزي:
سيد احمد مسلَ يبغيهَ ... لجيتُ طامع يعطيهَ
واخلاڭُ ما تبڭَ فيهَ ... والجد امخليهَ للجد
ماهنُّ ڭاع امطريه ... والا طراهَ بعد إڭد
والا لولالُ متن السر ... أل فاخليفت مول المد
يبڭَ حاكم بيديه اجدر ... والا حكمُ يعطيه الحد

وله مادحا أيضا:
ڭط اخترت امن اجمال اجمل ... واردفت أمنادم متعدل
واتملصت امن اهلِ فالتل ... وارفدت البرد امع لشماس
وتميت انشير مستڭبل ... يغير الّ ڭايس ينڭاس

وله في المدح بما يشبه الذم:
يحد امڭافِ لاحڭ تل ... لحڭلِ لامحمد لمين
عنُّ بعد اطفل متعدل ... غير الكذب الّ ماهُ زين
لحڭلُ عن كذبه حمرَ ... اعيات اتخصر ول امرَ
ولحڭلُ عن هاذِ غدرَ ... وانُّ ما زين اعليه امنين
نكفرلِ فانويبه صفرَ ... بافوك اندوروه اللعوين
إڭوم امشيلِ بڭرَ ... فيهَ عكّ ول ثنتين

ومن ظريف أدبه:
ذ الِّ ما تطلعهَ مدغَ ... واظفيرتهَ لين السدغَ
ملتويَ كيف الممتدغَ ... وكيف اڭرينات ام النيرِ
والا ما تدعِ كون بغــــــــــضب الجبار ي بيرِ
ڭاع ألا ڭلتِ يڭطع بيك ... عنِّ يعطينِ-ي خيرِ-
غضبُ الجبار يعطيك ... انتِ غضبُ الجبارِ

وترك محمد من الولد خمسة: المختار وامحمد وباب وسيديا وعابدين، وترك موهبته الأدبية فيهم كلمة باقية.

أما المختار فمولود حوالي 1850 ومتوفى سنة 1930، وكان كأبيه سلس العبارة قريب المأخذ، اشتهر قوله في بابَ بن حمدي الحاجي:
جيتك زاير يوم الجمعَ  ... يباب فوڭ امن الخلعَ
داير نسلم بيك ونسعَ ... وامن النار ابعيد انوسع
داركنِ ي الغوث ابفزعَ ... ذ الناس اغلبهَ لِ تفزع
الناس ادڭيسك بالكثرَ ... ظيافَ والنوبَ صفرَ
وادڭيسك نوبَ زاد اخرَ ... تطبب مرضهَ يخلع
غلب اهل الطب المشتهرَ ... وادڭيسك لخافت تربع
وادڭيسك تڭرَ لا فخرَ ... وادڭيسك تطمع ما تڭلع
عنك، واتواسِ ش عبرَ: ... ذيك ال ظيافَ تشبع
وذيك ال تطبب تبرَ ... والذيك الّ خافت تمنع
واتڭر ذيك ال تڭرَ ... والطمع ذيك ال تطمع

ويقال أنه لاحظ إيثار الأمير أعمر سالم بن محمد لحبيب لإخوته عليه، فخاطبه بقوله:
ذاك ألا معطَ مُلانَ ... ومنعُ ما فيه الخيانَ
أعمر سالم سند اغنانَ ... آنَ شفتُ يوفِ لهموم
للڭوم الّ كيفِ وانَ ... ماهْ آنَ دونِ فيه الڭوم
وامقرش بعد انُّ موثوق ... وامقرش زاد انُّ معلوم
غير أمنادم باطل مرزوق ... ماهُ كيف أمنادم محروم

وأما امحمد فبلغ شأوا بعيدا في جودة الإنتاج، وكان مكثرا عكس أخيه المختار، وهو مولود في حدود 1855 ومتوفى سنة 1947، جاب البلاد ومدح الأمراء والمشايخ والقبائل وساجل وعرّض، ومن أجود إنتاجه في مدح الأمير سيدِ ول محمد لحبيب التروزي:
كل امسَ يسيد واصباح ... وذنيك السمعك تصڭل
عرضك ماهُ موكول أراح ... أبدَ مانك بيه امنڭل
ما ڭط امعاك امش تفاڭ ... ما ج مشتاڭ امعاك اتفاڭ
أوخر، واخف اعل لخلاڭ ... امن الناس وفالڭلب أثڭل
وارجل كان اظياڭ أخناڭ ... واذل امن العار أڭنڭل
صلاي وصوام وصداڭ ... رافد من وخيرت امثڭل
مثلك-حد اعل ڭلبك تاڭ- ... اڭلييل امن الڭل أڭل
من هون اللمريَّ للاڭ ... للحوظ الفاس الورنڭل
للشيَرات إلين الصاڭ ... ايلَ اسطنبول ال ڭرڭل
لزَوادْ الين اندباڭ ... ايل لڭلات ايل درڭل
للڭلتَ لكراع التنتاڭ ... ايل صبح الخير وتڭل
لڭليميم الين المعلاڭ ... ايل دكار ايل انْتڭل
ال ظل امع اثرك يتلاڭ ... يربع وايسنف واهنڭل
ما يُطامَ بيك التلحاڭ ... واصڭل ڭاع امروَّ واصڭل
دين، وقانع مانك مشتاڭ ... منقاد ابش لك يزڭل
ألان بعد افحد ابذ داڭ ... يغير اعليه اسوَ يعڭل!!

وله في أمير آدرار أحمد ول سيد احمد:
امغمس لظفار افبكار ... ول اسويد احمد ذاك ابلد
بكار اكصر منك لظفار ... ذاك ابلد ول اسويد احمد
ذاك ابلد يحمد من لخبار ... أفطن عن ذاك ابلد يحمد
فعلك فالطرطيڭه وافجول ... وفلّ خاطيهم يحمد هول
غارش عنُّ ڭولُ فضول ... وعنُّ بالغ من هون العند
الڭانَ لفرشيت الغول ... الفايْ الشڭار الشڭند
لنبدْ التنمارَ لنجول ... للسيل التارد لندڭبعد
للنيش الفصك العلب البول ... الشوم الزوڭ الڭلب العبد
والا لُكان الّ مفصول ... افڭول بعد إڭولُ حد
يغير انت فرغت الڭول ... بالفعل ورشخ ذاك الرد
لفظيل وشنان الظمان ... وعثمان وسيد احمد لعيان
واحمد وامحمد بل الشان ... هاذَ مَ خالڭ يحمد حد
ڭد إڭظظهم فالعربان ... وانت ڭمت امرڭب يحمد
لفظيل وشنان وعثمان ... وسيد احمد واحمد وامحمد

ويقول للأمير سيد احمد لاحمد العيده:
انجوك ودونك ما نحياو ... واسميت انجوك ونشكروك
اعل طمعاتك نتغلاو ... نبغُ باش انتمُّ نلهوك
حجته حڭ صايبهَ ... الجود الكود اترايبهَ
مانك من لخلَ جايبهَ ... الهَ نتروك اجدودك ذوك
ونتروك اجدودك ذوك الهَ ... واجدودك ذوك الهَ نتروك
واكريم وسلطان ومهاب ... ولا تعمد عار ولا تغتاب
وكل انهار الطماع اركاب ... شورك لا يشف فيك اعدوك
وسين زاد احن لطناب ... فانجوك اللهموم انلجوك

ويقول في الأمير الدان ول اسويد احمد:
عبد الرحمن امنين اغيب ... ال لهلُ يختير اجيب
اسمع زين وشان وترهيب ... واسمع زين وترهيب وشان
وكانُ عندُ ڭاع اڭرييب ... ڭبل اغيب امحصلهم كان
عبد الرحمن اهل الطلبَ ... يعطيهم مالُ بالطربَ
ولا يڭبظ للطلبَ زغبَ ... وحسان اماسيهَ دكان
ما يعرف يكس للطلبَ ... ولا يعرف يليان الحسان

ويقول في الشيخ محمد ول عبد العزيز ول الشيخ محمد المامي:
مرحبتِ بيك ووخيرت ذيك ... الّ هي وخيرت يلّ
مرحبتِ بيك ووخيرت بيك ... يلّ وخيرت بيك املّ
اليوم اوردتك يالسلطان ... بيك للدنيه ولاخره امدلّ
بيك الكرم والفايده ولحسان ... وامر الزمان الّ فيك مخلّ
انتَ الّ تجهر للحسيان ... وبيك يكبر العلم ما ايولّ
عنك لوح  وانت عين لعيان ... وانت الّ انت وانت انت الّ!
ما يڭطع حد امعاك مصران ... بارد ذاك امن الّ ما اولّ
وانت الڭبلِ والساحلِ كان ... وانتَ الشرڭِ وانتَ التلّ

ولامحمد أسلوب بالإستعطاف على وجه ساخر، كقوله للشيخ سعد بوه:
يلِّ مانك سامع لبليس ... حجبلِ عن شر اتوسويس
ابليس وشر انهار انحيس ... لا يمكن عنُّ يعرظلِ
حجبلِ لحجاب النفيس ... لاهلِ واليانَ حجبلِ
وحجبلِ زاد أباش انڭيس ... أهلِ واعلاش انڭيس أهلِ

وكقوله مخاطبا إديجبه وأولاد عبدلل:
يخلاط أجبَ واخلاط أولاد ... عبدلل والعالڭ فيكم
من حد ابسمعُ كامل عاد ... لاحڭتُ لمروّ بيكم
إلى أن يقول بعد اطلع طويلات:
يولاد الناس المعلومَ ... ومعلومين انتومَ لُ مَ
ڭاع انتومَ ما معلومَ ... ذِ لعصار الّ خاطيكم
شمن لعصار أثرُ يومَ ... اعليكم يتمعلم بيكم
يعصار امدارس لقلومَ ... آنَ بعد أتيت إليكم
بما عليّ وانتومَ ... زاد آتوا بما عليكم!

وله:
ڭلت مشيِ ذ الدهر اثبت ... مانِ لاهِ نمشِ، مزلت..
مانِ لاهِ نمشِ ما فت ... نشبت امعَ ذِ لمرَ ش
وعن شِ زاد امعاهَ نشبت ... مانِ لاهِ نمشِ غرشِ
كل انهار انبرك جملِ ... وانڭول انّ لاهِ نمشِ
يخي ويعڭب يحجلّ ... عنِّ ما نمشِ ولّ ش..

وخلف امحمد ولدا واحدا هو بزيد.

وأما بابَ فكان كأبيه مداحا مجيدا، وشغف ببت لبير بشكل خاص، وهو مولود حوالي 1858 ومتوفى سنة 1942، يقول في مدح أحمدُّ ول كاشف:
الساحل منُّ جيت شاڭ ... اندور اطفل عاطِ التفاڭ
وايعود اعليه الحد تاڭ ... بالمال العرضُ صاين
دونِ معطاه الا النياڭ ... زڭرات إسلاين
معط غايس ماه اوراڭ ... لحمدُّ ڭمت امعاين
والحڭتُ مشرع ماهْ راڭ ... عن لمطاين مَ باين
واخترت اغريف امن آزلاڭ ... عن نغرف من لمطاين
واعطانِ ناڭَ عاينَ ... مُلاهَ ماهُ خاينْ
بيظَ من ظاهر باينَ ... وعشرَ من داخل باينْ

ومن جيد قوله كذلك في الشيخ محمد عبد الحي المجلسي:
ما كيفك شيخ اليوم دابْ ... ي الشيخ اعل وجه الترابْ
والمعطَ مانك فيه شابْ ... صارم معطاك وڭارظ
والڭارظلك والِّ اغتابْ ... يمشِ نمام وڭارظ
ماذَ لينت امن الرڭابْ ... كان أكسَ من لمعارظ
من عند اندر الا اغراب ... للزيرَ لبلمعارظ
عارظ لالِّ جَ بالشرابْ ... وابلُكيل ادجِ عارظ
ي عارظ سطرت كل بابْ ... ي المجود ي العارظ
ي بحر العلم ويا السحابْ ... المعلومَ والعارظ

وله في أعمر بن اعلِ وهو أخ للأمير بياده التروزي:
فيك اربع حتات أبديه ... ماهِ فاطفل غيرك نكريه
طبعك حت زين أراعيه ... ومتمغفر حت مبت
ومالك فسمع وذنك تعطيه ... حت واعظم راجل حت
وهاذ ما يڭدر يخلط فيه ... كامل من حت كون انت
وانَ لاحڭ من رجاءِ ... لك حد ابن عرفةَ
وارانِ من "هؤلاءِ ... يحبون العاجلةَ"

ويقول للأمير أحمد سالم ول ابراهيم السالم:
أحمد سالم ما فيه ذم ... شكرُ ما يعرف حد كم
ذاك أمجار اغليظ فم ... مارڭ كل اتموجيرَ
وذاك اتمغفير وزين يم ... فم امعَ ذات اذخيرَ
وذاك الكرم الّ زاد باد ... وذاك الحل ابلمغيرَ
وذاك المعنَ لكبير زاد ... وذيك الدرجه لكبيرَ

وتوفي ولم يعقب أولادا ذكورا.

وأما سيديّ فكان واسطة عقد الأسرة ودرتها، وهو مولود في حدود 1862 ومتوفى سنة 1945، ومسمى على الشيخ سيديّ الكبير، جاب البلاد متكسبا بشعره وبلغ درجة من الإجادة منيفة، ومن أكثر من استفاد من صنعته المترجم الأديب محمدن بن ابنُ المقداد الوولفي، يقول فيه:
جِهاد اكبير وكد وجد ... هاذُ فالرزق ابلا مُفاد
ماهُ بالجد ولا بالكد ... الرزق ولاهُ بالجِهاد
الرزق اڭبيل أصلُ محدود ... ماهُ منڭوص ولا مزيود
ذاكوَّ تصريف المعبود ... فالرزق اڭبيل اعلَ لعباد
والاسباب الِّ منهَ معدود ... ست والَ عادت لعداد
سبعَ فاسباب الرزق إعود ... السابع ول أبنُ المقداد

ويقول له:
مزَّاك اعليَّ لاهِ هاك ... نعملُّ هاك ولانِ شاك
عنِّ نعمل هاك المزاك ... اعليَّ م ڭام اخزينِ
لڭيام الِّ لخلاڭِ حاك ... عاطينِ بوجه راضينِ
مانك عاطِ عنِّ بڭفاك ... اتظحكنِ واتكمينِ
واعليَّ تحكِ هاك اغناك ... ولمدايين امنين اتجينِ
انخليهَ شورك تجاك ... واعدِ ذاكُ بمدايينِ
يل لا يعمل ذاك اوراك ... بالعجلَ ينڭال اهدين
اعلَ شنواسِ عت امعاك ... انتَ هاذَ يخيينِ
ويحكى أن أخاه امحمد انتقد عليه كلمة يخيين، فسأله سيديَّ: بماذا تعتقد أنه يمكنني استبدالها، فأطرق امحمد مفكرا ثم قال معلنا يأسه: ألا يخيين ألا يخيين!

ويقول فيه:
ول ابنُ معلوم عهدُ ... والدين ابذلْ فيه جهدُ
راعِ كل اكتاب عندُ ... فوڭ أوخر مطروح
بين الِّ منصوصْ وحدُ ... وبين الِّ مشروح
وامن الثڭلَ ما اتلوطَ ... وامصرمك عن كل طوطَ
يڭدل من لخلاڭ حوطَ ... والبيڭْ اعلَ الروح
واعل زاد الجرح يوطَ ... ما حس المجروح
وامن الخلق الا امكيَّل ... كلُّ لُ مفروح
بين اللاهْ ايجِ امڭيل ... والِّ لاهْ اروح

ويقول في الأمير أحمد سالم ول اعلِ التروزي:
ارجيل وفارس خيل ... ولانك من حد اذليل
واعل المجروح اتشيل ... يحمد سالم واتحل
بالرجلِ فوڭ الخيل ... واهل البل فوڭ البل
ولا تعرف تعمل هاك ... عن لعدُ ما تختل
بيكلّ مانك شاك ... عن لمدافع تكتل

وله في مدح أحمد سالم بن صمبَ السباعي:
ي احمد سالم ول صمبَ ... مسلَ ي الفضيل
فيدك ما تحتاج طلبَ ... ماهِ فيد ابخيل
من سغرك ڭومت سعرك ... مسروح امن ايام سغرك
وامعمل فالليل فكرك ... بالذكر الجليل
والجليل ابذاك سترك ... بالستر الجميل
الرجلِ لجاك رجلِ  ... فيه الخيل الا اتشكلِ
فعلك فيهم ما اينڭل ... ماهُ فعل اطويل
للرجل والخيل تخلِ ... بالعجلَ، يويل
الرجل لجاك رجلِ ... ويويلك ي الخيل

ومن روائعه:
نعرف حد افشطنَ بعد ... عن حد افوَّت مارَ رد
عنُّ دهر اطويل ولا ڭد ... بيه الشطنَ والبعد إجيه
يتوحش ذاك الحد أشد ... التحاش وتنظن اعليه
يغير آن ما نعرف حد ... يتوحش حد إراعِ فيه

عشق سيديّ إحداهن وأنفق عمره ينتظر طلاقها ثم تزوجها بعد أن بلغت من الكبر عتيا فلم ينجب وهكذا انقطع عقبه، وقد توفيت في حياته فقال يرثيها:
عاڭب ذلّ لا رات عند ... مُلانَ ماهُ زين سعد
اتل مَ لاهِ هح بعد ... بتشنشيحَ يلاغَ
حد ولا لاهِ زاد حد ... فاصرند اتلَ يداغَ

وأما عابدين فهو أصغرهم، مولود في حدود 1870 ومتوفى سنة 1940، له في تاشدبيت:
ڭفيت وسوحلت وشرڭت ... واستڭبلت إلين استخبرت
فالناس وفالناس اسدرت ... والش كامل متعدل ريت
واهنيت امنين اهنيت الحڭت ... الناس أشبهّ تاشدبيت

ويقول للإمام بابَ بن الشيخ سيديّ:
توفِ للطماع المقصود ... ولا تحكم عنهم شِ موجود
وديين وطايع للمعبود ... وافڭراشِ ولانك حافِ
وذاك امعَ ذاك إڭد اعود ... ڭاع أفطن.. ماهُ متنافِ

وخلف عابدين من الولد اثنين: المختار وأحمد.

ونصل الآن إلى الجيل الثاني من الأسره، فمن أعلامه المختار ول عابدين ول محمد الهدار، المعروف علما بهدار، كان رحمه الله رجلا ديّنا كيّسا، وكان أديبا متمكنا، يقول في الشريف مولاي الحسن بن المختار بن الحسن:
نشهد، واشهادِ ما ينڭال ... شِ فيه اعل جيهت تعدال
الناس ونعرف زاد أحوال ... الناس وسدار وملسن
وامجرب لقوال ولفعال ... ولانِ زاد اسغير فالسن،
عن متعدل ول المختا للـــــــحسن مولاي الحسن

ويقول في الأمير احبيب ول أحمد سالم ول اعلِ التروزي:
كنت انجِ للناس افعمان ... معلومين وعمان امتان
ولانِ محتاج اعل ڭولان ... للناس امجيّ بيه اشلِ
داير نجبر شمن الّ كان ... يجبر عن اشباهم مثلِ
وافذاك ألا نرعَ لمكان ... وبل امنين انعت فصلِ
نجبر شِ عند افلان افلان ... شِ مسبول وشِ متعكلِ
وانَ مانِ مول جحدان ... يغير الّ يحمل ثقلِ
واحاسنِّ وامعَ لحسان ... زاد إلا جيتُ يعرظلِ
بالمعطَ لكبير العجلان ... والّ يرسلِّ عند اهلِ
ياسر منُّ مزلت املان ... شِ باطل ما ڭط اخلڭلِ
ذاك اطفل ما نبڭَ كسحان ... لا ڭلتُ وامونك دخلِ
واغليظ ومهاب وحسيب ... ولفظُ محكوم ومتنڭلِ
عت انڭول اسمُ ذاك احبيب ... ول احمد سالم ول اعلِ

ويقول للشرفاء أهل الحسن بن حمادَ:
شرف بعد أهل الحسن ول ... حمادِ ثابت بالعدول
واعليه امل زاد ادل ... شِ ثانِ معقول ومنقول
شرفهم دل اعليه العلم ... والحفظ ال فيهم والكرم
والبركَ والسر الِّ عم ... فيهم والمعنَ والقبول
والسيرَ والنور الِّ فم ... امعَ ذاك وزين المقول

وله:
داير عندك ي عربيّ ... وقت الممات الطف بيّ
لا فرڭُ لملوك اعليّ ... لول يحجلِّ من لكلام
الله ربِّ ما فيّ ... منهَ شك، ويقين تام
بيه، ومحمد نبيّ ... واثق بيه ودينِ لسلام

وله أيضا:
ربِّ تايبلك واغفرلِ ... موتِ ظهرُ علاماتُ
ماتُ ڭومِ والڭوم الّ ... فالسن أسغر منِّ ماتُ

من جيد إنتاجه في الإحتماء بالجناب النبوي:
يرسول آن بعد المسنون ... افشكرك من عندك مضمون
حد انظم شطر امن الموزون ... من مدحك لاهِ يشفع فيه
عند الِّ علاك اعل الكون ... وان ذاك ال داير بيه
آن واهلِ وال نختير ... من لحباب وذاك امظفيه
أنت جاهك ظافِ واخير ... حد اعود امعاه أهاليه

ومن هذا الجيل أيضا أخوه أحمد ول عابدين ول هدار، يقول في الأمير محمد فال ول عمير:
كرمك ماهُ ملحوڭ ... وطبعك مانك مبلوڭ
ولا فيك أعظام الشوڭ ... ولا فيك افشِ لعظام
بوك اخلفتُ من فوڭ ... وافطن عن ذاك اكلام
واليوم امنين اتوڭ ... اعل افعالك من عام
صومك لول تلحڭ ... ذلّ ڭايلك حڭ
بوك أمير ويبلڭ ... بوك إزكر لفام
واخوالك ما يندڭ ... فيهم: بل التڭدام
وجمع أحمد من دمان ... ڭام ودارك باعنان
واحد فوڭُ سلطان ... من لخوال ولعمام
ذاك ادليل وبرهان ... اعلَ كبر المقام
واعل التكل اعل الشان ... واعل لمر الّ عام
ما ڭط اعليك اختل ... ماهُ كونك يول
عُمير اكبار البل ... تعطيهَ والتكسام
منُّ محال اتمل ... ولّ كونك مقدام
ولّ كونك وقت الـــــــــمعطَ مانك خمام
ولّ كونك وفيت ... أنواع التعربيت:
فالشارَ كان اجبيت ... امعَ لعرب بتمام
تزدفه ما مزريت ... وعادل مانك ظلام
وكتاب وتعرب بيت ... وڭافك زين، ولحرام
تجتنبُ والجلاج ... طاهر فيه، وصوام
ڭلبك معلوم وحاج ... بيت الله الحرام

ويقول في أهل تندكسمّ حاضرة إدوداي الشهيره:
يتندكسمِّ لولالِ ... حقوق اعليّ والمشاق
انجيك ونڭرَ معالِ ... لمور ومكارم لخلاق

ومن هذا الجيل أيضا بابَ ول المختار ول هدار، وكان مضرب مثل في جودة القريحه، اشتهر قوله:
امشَ يامس ما عظمناه ... اعل الله الحمد لله
واليوم امعَ يامس شفناه ... والدهر ألا ذ كيفُ تام
واليوم الصبح ألا فاڭفاه ... سبحانك يالحي الڭسام
ذاك الصبح اشفيه وشراه ... واكمامُ ذوك اشفيهم لام
وحد اليوم وهاذَ مفوم ... فالدهر إلا رد التخمام
الدهر ألا يامس واليوم ... والصبح: الدهر اثلت تيام

ويقول في مدح تجكانت:
وخيرت الّ عادت اتحيك ... وخيرت ابتجكانت
كانت، ماهِ وخيرت ذيك ... الّ عادت ما كانت!

نقلا عن صفحة رائد الثقافة الصحراوية على فيس بوك